Saturday, March 14, 2015

الفراشة (Noah)

طول عمري بحب أكسر الحاجات الكبيرة اللي بتحصللي لحاجات أصغر فأصغر. مش فاهم؟ يعني مثلا لو بابا جابلي عربية (هأو).. دي حاجة كبيرة أهو. بقعد افكر بقى في كل قرش دفعه في العربية جه منين, و كان مع مين, من ساعة ما إتصك في البنك. و بفكر المصنع اللي عمل العربية عملها إزاي و إمتى و كل واحد بيشتغل عليها إتدفعله كام و المصنع إتبنى إمتى و مين اللي عمله. طب ليه؟ عشان لو مكانتش كل حاجة من اللي فوق دي حصلت مكانتش العربية (الخيالية اللي بابايا عمره ما هيعبرني و يجيبهالي) جاتلي. و هنا نوصل لموضوعنا إن أي حدث هو نتيجة لحدث أكبر, اصغر أو بنفس حجمه. و بالتالي لو رجعنا ورا أوي بالزمن هنلاقي إن حاجات صغيرة أوي, زي مسمار مكانش إتربط كويس, أدّى بعدها بعشرات السنين إن السكة الحديد تتكسر و القطر يتقلب و الناس تموت. ده إسمه تأثير الفراشة. نظريا بيقولك إنك لو قتلت فراشة ده هيتسبب بعد سنتين إن اعصار مدمر يحصل في آخر الدنيا عشان جناحات الفراشة دي معملتش تأثير معين في الجو. حاجة صغيرة زي الفراشة, إتسببت في حاجة كبيرة زي إعصار. هنا بنوصل لتعريف نظرية الشواش "Chaos Theory" اللي بتقول إن أي حدث هو ناتج لمعادلة فيها عدد لا نهائي من المتغيرات. يعني أي حدث على الأرض في الأصل نسبة حدوثه أقل من 1\مليون. في الحقيقة أي حدث نسبة حدوثه 1\∞.
بما إني علمي رياضة أحب اقولك إن 1\∞ تساوي صفر.
صفر. صفر هي إحتمالية حدوث أي شيء في الكون. نظريا وجود الكون نفسه بشكله الحالي أو بأي شكل من الأشكال يقترب من الإستحالة.
إحنا مستحيل نكون موجودين ^^
فكرة لذيذة, صح؟ إن إحنا موجودين رغم إن فرصة وجودنا 0%. يعني كل شخص موجود هنا بيتحدى الأرقام و الإحتمالات. لو إحنا ممكن نتحدى الكون و نتوجد بمعجزة, فيه ايه تاني منقدرش نعمله؟
البشر معتزين جدا بنفسهم. و فلاسفة كتير بينتقدوا ده و بينتقدوا حب البشر لتفسير أي ظاهرة كونية على إنها موجهة ليهم و إن المخلوقات كلها ليهم. بيكرهوا تفاخر الجنس البشري بوجوده. أنا عندي إختلاف بسيط. الوجود البشري معجزة! الوجود أصلا معجزة! و عدم تعظيمه و إهمال حاجة زي دي تبقى غلطة كبيرة! و لكن.. الإنسان فعلا معندوش حق يفخر بوجوده. أو بعقله أو بتطوره عن باقي المخلوقات. لسبب بسيط جدا. أنا مينفعش أفخر بحاجة أنا معملتهاش. اللي يستاهل الحمد و الفخر و كل حاجة فعلا هو اللي خلا حدوثنا ممكن رغم الإستحالة النظرية. الحمد لله.
بص بقى لكل حدث في حياتك. بص للأحداث الحلوة و فكر إنها ناتج لأحداث كتير كل واحد فيهم كان ممكن أوي ميحصلش. لكن بتوفيق من ربنا حصل و إنت مش واخد بالك. و إحمد ربك. و فكر في كل حاجة وحشة حصلتلك و إعرف إنها جزء من أحداث كبيرة جاية بعدين و إنت متعرفش حياتك كانت هتبقى عاملة إزاي من غير الحاجة الوحشة دي. و إحمد ربك.
لو علمتم الغيب لإخترتم الواقع.
إحمد رب.

No comments:

Post a Comment