Thursday, March 26, 2015

مساواة (مريم السحراوى)


يحتاج جَسد البشر الغذاء ليّعيش .. و يحتاج أيضاً الحقوق ليتعايش، feminismً أحد أهم الحقوق المفقودة في العالم ..
كثيراً من الناس تجهَلُ بهذا الحق، الكلمة معناها حرفياً أنثوَيّ و معناها إصطلاحاً المساواة بين الجنسين ، المُطالِبين بها دائماً ما يكونوا إناث لإعتراف الرجال بأخذ حقوقهم كاملة من المجتمع و الحكومات!
تشمل المساواة بين الجنسين حقوق كثيرة، منها حفظ الحقوق في العمل و المعاملة، المساواة القانونية، رفض العنف الأسري و التحرش الجنسي و غيرها، بدايتها كانت في المجتمع الغربي في القرن التاسع عشر الميلادي و هذا عندما زاد إضطهاد المرأة بشكل مبالغ فيه و إفتقادها لحق الإنتخاب و عدم المساواة في الأحكام القانونية و غيرها، تأثرت بعض المجتمعات المختلفة بهذه القضية و لكن بصور متفاوته منهم من تناولها بشكل خاطئ و اُخرى بشكل صائب ، و أشهرها دولة أوكرانيا لقيام بعض النساء بإنشاء أحزاب أو جماعات تسمي (femen) و قيامهُن بالتظاهر و هُنَّ عاريات لتأكيد إنه لا فرق بين ذكر و أنثي و لكنه بعيد كل البعد عن هدف الفيمنيزم ،

و كذلك تأثر المجتمع العربي بالقضية
و لكن ظاهرياً فقط،فهناك بُلدان حتي وقتنا هذا لا تسمح للسيدات بإظهار وجهَهُنَّ عند الإقامة بها ولا تسمح لهم بالوصول إلي مناصب أعلى من الرجال في العمل، الشعور بالعار عند إنجاب الإناث و عدم بوح الرجال بأسماء أمهاهتم و بناتهم خجلاً و كأنه أحد اسباب هوان المجتمع العربي. بالمزيد من البحث نرى أن مصر تعتبر هي أولي الحضارات المُعترِفة بحقوق النساء،فكانت حتشبسوت من الملكات التي حكمنَ مصر و أثروا في تاريخها العظيم ، فكانت المرأة تصل لأعلى المناصب و تشارك في شتي جوانب الحياة ، و لكن تغيرت الأحداث حتي وصلنا إلي التاريخ المعاصر الذي أزداد معه إضطهاد و ظلم المرأة في كل نواحي الحياة تقريباً من ضمنها...إزدياد نسبة التحرش الجنسي إلى أقصاها.

و لكن كان هناك ردود فعل إيجابية إلى حدٍ ما قيام وقفات إحتجاجية ضد هذه الأمور فتم تشكيل العديد من الجماعات و الأحزاب "للدفاع" عن حقوق المرأة لا عن مساواتها مع الرجل ، فنحن حتي نخجل بأن نتخيل أن يكون حاكم بلدتنا أو حتي حكوماتنا سيّدة و إذا تغاضينا عن هذا لا نستطيع أن نتغاضى عن من هم يدّعون إنهم قُرّاء و نابغيين و هم يشوهون صورة الدين و يدمرون مكانة المرأة و يُقرّون بأن الدين أهمل مكانة المرأة ووضعها في مكانة أقل من الرجل
ولكن هذه الأحاديث ليس لها أي أساس من الصحة فدين السلام "الإسلام" حثّ علي العدل و المساوة بين جميع طبقات المجتمع فقيراً غنياً ذكراً أو انثي،أاما ما يُقال أن المرأة لها مكانة في المجتمع أقل من الرجل ذَكرَ الله لهُم في كتابه الكريم قوله تعالى ﴿ أنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195]
و أيضاً ،﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾ [النساء: 32].

لندرك أن ما يحدث حولنا هو نتيجة لتفكيرنا لا نتيجة لديننّا و لا نتيجة لحضارتنا ، بل هو مِنّا
خلقنا الله أحرار ، لم نُخلق لنرضى الخَلق ،
لم نُخلق لنظرات الناس وأاحكام المجتمع ،
خُلقنا لنبني المجتمع و مستقبل الأمم.
المساواة بين الذَكر و الأنثى هي فرض و ليست إختيار ، لا تُبرر خطأك بأنك ذَكر و إنك ليس عليكَ حَرَج ، أنا نصف المجتمع و أنتَ النصف الأخر،متساوون في كل شئ.


No comments:

Post a Comment